الخميس، 7 مايو 2009

كم أكلت منك حلوا ؟!! بقلم م. علي السيار

عندما تزور الداعية المعروف الحاج أحمد أبو شادى الذى تجاوز الثمانين ذلك الشيخ الباسم الوقور الذى حفظ القرآن صغيرا وعلمه ولايزال يعلمه للناس لاتستطيع أن تجد مكانا وقلما تجده فى بيته فهو لايزال يحمل كتاب الله تجد الكثير من الشباب والشيوخ حوله لطلب العلم والخبرة الدعوية الطويلة بل والانس والمشاركة فاذا بك تجد فى وجهه اشراقة وترتفع روحانياته ويقول لك رغم آلام المرض والتعب فأنا أريد أن القى الله وأنا أدرس للناس كتاب الله عز وجل

انك تقف مشدوها فرحا ليس من حرص الرجل حتى الرمق الأخير للعمل ولكن لحرص الشباب والشيوخ على الوفاء لشيخهم الجليل هو يحس بلذة العطاء وهم يحسون بلذة الوفاء ..

وهذا ليس بدعا من رجال الدعوة

يتبادر نفس المعنى فى ذهنك وأنت تزور المدينة المنورة لتجد العالم الربانى الشيخ فتحى تنظر فى وجهه البراق فاذا بنوره يأخذ بك وتحس أن الرجل كاشف ما بداخلك فتتصاغر خجلا واحتراما

عندما زاره بعض الشباب يقولون له نحن هنا لخدمتك فيقول لهم أنا هنا لأخدمكم أنا هنا تحت أمركم

أذكر فى مرة أننا جئنا من سفر بعيد وكان هو الذى يقود السيارة ليلا فقلنا له نكفيك القيادة قال لا

ولما لم يكن أهله بالبيت نزلنا عنده للمبيت وبعد برهة من الليل وجدناه قائما يصلى القيام وقبيل الأذآن ذهبنا سويا الى الحرم النبوى الشريف حيث كان صوت الامام الحذيفى أكرمه الله يحلق بنا فى آفاق علوية سامقة

ولا أنسى مرة عندما زرته فى المستشفى فقابلنى بوجهه البراق الثنايا قائلا معك سيارتك ؟ أخذ المفتاح منى ثم تناول جلبابا ولبسه فوق ملابس المستشفى بكل ما فى جسمه من قسطرة وخلافه وانطلق وأنا واقف مشدوها وبعد عدة ساعات أتى قائلا يابنى قد كنت أقوم بالصلح بين اثنين من العلماء وكان الموعد محدد مسبقا واحتسبت ذلك خدمة للأسلام ياسبحان الله كل الأعذار معك ياشيخ قال لم أستطع أن أقاوم النداء الداخلى بخدمة أهل العلم

أما الشيخ بدر محمد أستاذ الحديث الشريف الذى قال له الامام البنا أريدك تعطى درسا للنساء فقال له لكنى أريد أن أخرج مع كتائب الاخوان للجهاد فى فلسطين هذا الرجل الكبير فى السن وجد مجموعة حوله من الشباب بين طبيب ومهندس ومحامى وعامل فى مدينة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يخدمونه ويرافقونه فى المستشفى وغيرها من الامور فقال الحمد لله على نعمة الاخوان وتمنى أن يدفن بجوار الصحابة الكرام وقد كان

وللعجب عندما خرج الشيخ محمد بدر من المملكة يطوف البلاد يشرح دعوة الله للخلق وانتهت اقامته التى كانت مدتها ستة شهور .... وفعلا ظننا أن أمنية الرجل بالدفن فى المدينة لن تتحقق لكن قدر الله له شيخا كريما سعوديا فجدد له الاقامة وجاء الشيخ لنا ثم مات بعد العودة بأسبوعين

تذكرت هذه المواقف وأنا أرى فى مستشفى المقاولون العرب أحد نجوم السيما معه ابنته ولا أحد يلتفت اليه فلما كلمت زميلى وله احتكاك برجال كثيرين من هذا الوسط قال انه سمع المذيع يسأل نجما آخر كيف حالك ياأستاذ فلان فقال لست بخير أمنيتى أن آخذ دور كمبارس فى فيلم وقد كان صاحب البطولة المطلقة فى كثير من الأفلام ولم يرق له الا قلب السيد رئيس الجمهورية

الوفاء معنى تربوى لايتم تحقيقه بالكلمات فهذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يعلنها صريحة من كان له يد عندنا كأفئناه بها الا أبا بكر أما أبو بكر فأرسل الله جبريل الى النبى محمد يقول له يامحمد ان الله راض عن أبى بكر فهل هو راض عن الله

وها هو الرسول يهش فى وجه جميع أقرباء السيدة خديجةسيدة نساء الجنه ولما وجد عجوزا قام لها وأجلسها ولما سألته عنها السيدة عائشه يقول لها انها من صويحبات خديجة

بل قال كلمته الجميلة وكل همساته وكلماته ونظراته وبسماته جميلة فى أسارى بدر لو كلمنى المطعم بن عدى فى هؤلاء لأعتقتهم من أجله .. انظر موقف وحيد فعله كافر مع الحبيب فكان وفاءه

يحكى أنه كان لأحد الناس بستان عنب وكان له زميل كلما مر عليه أعطاه عنبا وفى مرة وجد صاحبه يأكل فأكل معه فوجد العنب مرا فقال له لما لم تخبرنى ؟ فقال له كم أكلت منك حلوا أفلا أصبر مرة على المر .....

لم أكن أدرى عندما قام والدى رحمه الله وهو وسط الفلاحين فى الأرض يقول لأحدهم ياهذا اعمل حساب للعيش والملح فقام الرجل من فوره يصالح زميله

لم أكن أدرى ان شراح الحديث يذكرون حرص الناس على تناول الطعام معا حتى يستحيوا من بعضهم عند الخلاف

اخوكم علي السيار

هناك تعليق واحد: